أصبحت حركة المرور على الطرق في العاصمة، واجهة البلاد، لا تطاق، خاصة خلال ساعة الذروة. وفي مواجهة تزايد عدد السكان وتزايد عدد السيارات على الطريق، قررت السلطات أن تفعل شيئًا حيال ذلك. يعد تحسين حركة المرور في الجزائر العاصمة، من خلال تخفيف الازدحام في النقاط السوداء الرئيسية المتكررة، أولوية مطلقة للسلطات العامة. ولتحقيق ذلك، تعمل اللجان المشتركة بين القطاعات على قدم وساق.
جاء ذلك على لسان وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية والمدينة السيد إبراهيم مراد، الذي قام يوم الاثنين بزيارة تفقدية لموقع الطريق الجديد الرابط بين المركب الأولمبي محمد بوضياف والخرايسية.
وخلال زيارته، أكد السيد مراد على أهمية الإسراع في الأشغال لتسليم المقاطع المنجزة في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن السلطات العمومية وضعت استراتيجية مشتركة بين القطاعات لضمان تسيير فعال لحركة المرور. وقال: “نحن نعمل على تعبئة جميع الموارد اللازمة لضمان معالجة هذه المشكلة بفعالية من خلال تنسيق الجهود بين عدة قطاعات”.
وأضاف الوزير أن هذا المشروع يندرج في إطار “المخطط الأصفر” الذي تتمثل مهمته في تحديث البنى التحتية وتخفيف الازدحام على مستوى الشرايين الأكثر تشبعا في الجزائر العاصمة التي تشهد اختناقات مرورية مستمرة.
وبعد أن أشار إلى أن السلطات العمومية تضاعف جهودها من أجل تحسين حركة المرور في العاصمة، حرص الوزير على الإشارة إلى أن “المخطط الأصفر” الذي هو حاليا في مرحلة التنفيذ، قد تم تصميمه لإحداث تحول تدريجي لشبكة الطرقات مع وضع مسارات استراتيجية لتحسين الانسيابية المرورية. ومن المتوقع أن تشهد العاصمة، التي تعاني بشكل خاص من الاختناقات المرورية المزمنة، خاصة في الجزء الغربي منها، تحسينات ملموسة مع تقدم مشاريع البنية التحتية.
دق ناقوس الخطر بشأن آفة حوادث الطرق في البلاد. ودعا إلى التصدي الجماعي للمجازر التي تقع على الطرقات وتكثيف حملات التوعية التي تستهدف السائقين والمشاة على حد سواء. وأصر السيد مراد على أن “السلامة المرورية يجب أن تبقى الشغل الشاغل”، وأكد أن “التنسيق بين مختلف هيئات الدولة وتوعية المستخدمين أمران ضروريان للحد من هذه المشكلة”. كما أشار المسؤول الأول عن القطاع إلى أن مسألة الانضباط المروري والامتثال لقانون المرور تبقى تحديا كبيرا، مما يتطلب إجراءات ردعية وتربوية على حد سواء للحد من عدد الحوادث التي غالبا ما تكون ناجمة عن سلوكات غير مسؤولة.
وفي إطار تعزيز البنية التحتية للعاصمة، قام الوزير في وقت سابق من صباح اليوم بتدشين وحدة جديدة للحماية المدنية بسطاوالي بحضور المدير العام للحماية المدنية السيد بوعلام بوغلاف.
والهدف من هذه البنية التحتية، التي تعد جزءًا من خطة شاملة لتحديث خدمات الطوارئ، هو تحسين زمن الاستجابة في حالة وقوع حوادث أو كوارث.
كما أشار السيد مراد إلى أن “هذه الوحدة تعد مكسبًا استراتيجيًا للتغطية التشغيلية للمنطقة، خاصةً تحسبًا لموسم الصيف، حيث يزداد عدد الأشخاص الذين يزورون الساحل بشكل كبير”.
وأوضح أنه نظراً للتدفق الهائل للمصطافين على الشواطئ خلال فصل الصيف، فمن الضروري وجود قوة معززة للاستجابة لحالات الطوارئ للتعامل مع أي طارئ قد يطرأ، سواء حوادث الطرق أو الغرق أو الحرائق. لذلك دعا الوزير إلى تسريع وتيرة المشاريع المماثلة الجاري تنفيذها حالياً من أجل ضمان حماية أفضل للجمهور.