تم تجهيز مركز طب أورام الأطفال بالمستشفى الجامعي لمين دباغين بباب الوادي بقسمين جديدين، أحدهما مخصص لجراحة الأطفال والآخر لجراحة الأعصاب لدى الأطفال، وقد تم تشغيلهما من أجل تحسين التكفل الأمثل بالأطفال المصابين بالسرطان. وأكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي على أهمية هاتين الوحدتين الجديدتين في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان. وقال في كلمة ألقاها خلال تدشين الوحدتين يوم الاثنين “ستساعدان على تعزيز قدرات التكفل بالمرضى الصغار مع ضمان جراحة عالية الجودة”.
خلال زيارة تفقدية للاطلاع على رعاية المرضى في هذا المركز، صرح بأن هذه الزيارة “تأتي وفقًا لتعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بهدف تعزيز وتزويد هذه المنشأة بكل الوسائل التي تتيح الرعاية المثلى للأطفال المرضى”. وأوضح أن إنشاء هذه الخدمات، التي تبلغ سعتها 40 سريرًا لكل منها، يهدف أيضًا إلى تقديم رعاية أكثر تخصصًا لهذه الفئة الضعيفة.
تحتوي هذه الخدمات على خمس غرف عمليات، مما يرفع العدد الإجمالي لغرف العمليات إلى سبع، ووحدة عناية مركزة، مما يضمن رعاية شاملة ومثلى للمرضى الصغار.
أحد المزايا الرئيسية لهذه الخدمات الجديدة يكمن في تجهيزها بأحدث المعدات الطبية، مما يسمح بإجراء تدخلات معقدة مع تقليل المخاطر. وأشار السيد سايحي إلى أن “هذه المعدات عالية التقنية ستساهم ليس فقط في تحسين جودة الرعاية ولكن أيضًا في تقليل فترات الانتظار للأطفال الذين يحتاجون إلى جراحة”.
تشمل البنية التحتية أيضًا وحدة تصوير طبي تحتوي على وسائل حديثة للتشخيص، بما في ذلك أجهزة التصوير المقطعي والأشعة فوق الصوتية، وهي ضرورية لتحديد التشخيص بدقة وتخطيط التدخلات الجراحية المناسبة.
كما أكد الوزير أن “الخدمات الجديدة مؤتمتة بالكامل”. سيسمح هذا التقدم التكنولوجي بمتابعة أكثر سلاسة وفعالية لمراحل رعاية المرضى المختلفة، من القبول إلى الخروج، مرورًا بالعلاجات والعمليات الجراحية. سيساهم نظام إدارة البيانات الصحية الإلكتروني في تحسين التنسيق بين الفرق الطبية المختلفة وتحسين أوقات الرعاية.
يحتوي المركز على وحدة مركزية مخصصة لتحضير العلاجات المضادة للسرطان، وهي الأولى من نوعها في الجزائر. تم تصميم هذه الوحدة لضمان تحضير مثالي لعلاجات الكيميائي، في ظروف آمنة ووفقًا للمعايير الدولية.
أكد السيد سايحي أن مركز باب الواد لا يجب أن يُنظر إليه فقط كمكان للعلاج بل “كمركز حقيقي للبحث والابتكار في مجال رعاية الأطفال المصابين بالسرطان”، بهدف ضمان حصول جميع المرضى على رعاية عالية الجودة، بغض النظر عن مكان إقامتهم.
كما أكد الوزير على أهمية مواصلة تطوير البنية التحتية الصحية في السنوات القادمة، مع التركيز بشكل خاص على الوقاية والكشف المبكر والوصول إلى العلاجات الأكثر ابتكارًا. كما أعاد تأكيد التزام الدولة بضمان ظروف مثلى للعاملين في المجال الصحي، حتى يتمكن كل طفل من الاستفادة من أفضل رعاية ممكنة. وتجدر الإشارة إلى أن مركز الأورام للأطفال في مستشفى باب الواد الجامعي يتسع لـ 140 سريرًا ويشمل وحدات رعاية متخصصة مثل طب الأورام للأطفال، الجراحة الأطفال، جراحة العظام للأطفال، بالإضافة إلى خدمات الرعاية في أمراض الدم للأطفال وجراحة الأعصاب للأطفال.
كما يقدم المركز أيضاً رعاية طوارئ الأطفال والاستشارات المتخصصة في طب الأطفال، والتي تغطي مجموعة واسعة من الأمراض المتعلقة بسرطان الأطفال. من السمات الرئيسية للمركز وحدات العناية المركزة ووحدات الإنعاش بعد الجراحة. تعتبر هذه الوحدات حيوية للأطفال الذين خضعوا لجراحة كبرى، خاصةً كجزء من علاج السرطان، حيث تكون المراقبة والمتابعة عن كثب ضرورية لتجنب المضاعفات.