في خطوة تتجه بحزم نحو استقلالية الإنتاج الوطني للأدوية، يستعد مجمع صيدال، الرائد التاريخي في هذا القطاع، لإطلاق مشروع ضخم لإنتاج المواد الأولية لعلاجات السرطان. وقد أعلن عن ذلك يوم الخميس الماضي وزير الصناعة الصيدلانية السيد قاسم قويدري، وزير الصناعة الصيدلانية.
وأوضح السيد قويدري في ندوة صحفية نشطها على هامش زيارته للصالون الدولي التاسع عشر للصيدلة (سيفال 2025) الذي تجري فعالياته بمركب “سافكس” بالجزائر العاصمة تحت شعار “الصيدلة في علاج السرطان”، أن هذا المشروع الذي سيقام بولاية سطيف يندرج في إطار استراتيجية المجمع لإنتاج المواد الأولية لمختلف الأدوية المصنعة محليا، وسيتم إنجازه في غضون 12 إلى 18 شهرا.
وقال الوزير إنه من خلال التركيز على الإنتاج المحلي، تأمل السلطات العمومية في تأمين الإمدادات للمنتجين المحليين وتقليص الاعتماد على المواد الأولية المستوردة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن أحد الطموحات الرئيسية لهذه المبادرة هو اعتماد المنتجات المصنوعة من المواد الخام المحلية وفقًا للمعايير الدولية. وأكد الوزير أن “منتجات صيدال التي سيتم تصنيعها باستخدام المواد الخام المحلية لن تكون قادرة على تلبية احتياجات السوق الوطنية فحسب، بل سيتم تسويقها في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية”.
كما أشار أيضًا إلى أن هذه المرحلة الجديدة من الإنتاج هي جزء من حملة أوسع نطاقًا للابتكار في مجال طب الأورام. وقد شهد الإنتاج الوطني للأدوية في السنوات الأخيرة توسعًا كبيرًا في الإنتاج الوطني للأدوية، لا سيما في مجال علاجات السرطان.
وذكر قويدري أنه قد تم إطلاق أربعة عشر مشروعًا في مجال طب الأورام مؤخرًا، وقد حصلت عشرة منها بالفعل على الموافقات اللازمة من الإدارات المعنية. ومن المتوقع أن يتم إعطاء الضوء الأخضر للمشاريع الأربعة الأخرى قريبًا.
بالإضافة إلى الإنتاج، أعلن الرئيس التنفيذي للقطاع أيضًا أن توزيع العلاجات المضادة للسرطان قيد المراجعة. فبعد أن كانت الصيدلية المركزية للمستشفيات هي التي تتولى تاريخياً توزيعها في السابق، ينبغي توسيع نطاق التوزيع ليشمل الصيدليات، خاصةً بالنسبة للعلاجات الجافة. ويتمثل الهدف الرئيسي من هذا الإجراء في تحسين وصول المرضى إلى الأدوية المبتكرة من خلال تنويع قنوات التوزيع والجمع بين المتعاملين العموميين والخواص. وقال الوزير: “نحن ندعو إلى توسيع الشراكات بين مختلف المتعاملين في مجال الأدوية لضمان راحة المرضى وتوفر العلاجات بشكل منتظم”.
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى معرض “سيفال 2025” كانت فرصة للوزير للالتقاء بممثلي المؤسسات على غرار الوكالة الوطنية لسلامة الصحة التي يرأسها كمال صنهاجي، وكذا المخابر الصيدلانية الخاصة والجمعيات المهنية على غرار جمعية موزعي الأدوية الجزائريين والجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين.
وخلال زيارته، زار الوزير العديد من الأجنحة واطلع عن كثب على الابتكارات المحلية في مجال الأجهزة الطبية وعمليات التصنيع المستخدمة في وحدات الإنتاج. وفي مناقشاته مع العارضين، شدد السيد قويدري على ضرورة ضمان توافر العلاجات العلاجية وضمان الإمدادات المنتظمة والمخزون الكافي. كما دعا المعنيين في القطاع إلى تعزيز الإنتاج المحلي بما يتماشى مع معايير الجودة والموثوقية. كما سلطت المناقشات الضوء على التحديات والفرص المرتبطة بإنتاج وتوزيع المنتجات الطبية.