اختتمت أعمال الدورة العادية الثامنة والثلاثين لقمة الاتحاد الأفريقي (UA)، التي عقدت في أديس أبابا، باعتماد تقارير وعدد من القرارات والبيانات.
استمرت الأعمال، التي استمرت يومين وشهدت مشاركة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى جانب القادة الأفارقة في مقر الاتحاد الأفريقي، في أديس أبابا (إثيوبيا)، تحت شعار: “العدالة للأفارقة والأشخاص ذوي الأصول الأفريقية من خلال التعويضات”، في تحديد أولويات أفريقيا لعام 2025 وما بعده، بالإضافة إلى آليات تنفيذ أجندة 2063.
تخللت القمة انتخاب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وزير الخارجية الجيبوتي، محمود علي يوسف، ليحل محل الرئيس التشادي السابق، موسى فكي محمد، بالإضافة إلى انتخاب السفيرة الجزائرية في إثيوبيا وممثلتها الدائمة لدى الاتحاد الأفريقي، مليكة حدادي، في منصب نائبة رئيس المفوضية، بعد أن حققت فوزًا ساحقًا ضد منافستها المغربية.
فيما يتعلق بالقرارات الجديدة التي اتخذتها القمة، أشار القادة الأفارقة إلى رفضهم لأي اقتراح أو محاولة تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه، مؤكدين أنها انتهاك صارخ للقانون الدولي.
كما أدانوا بشدة “الكيان الصهيوني، القوة المحتلة، لقيامه بشن حرب بربرية ضد قطاع غزة، في 7 أكتوبر 2023، استهدفت 2.2 مليون فلسطيني، ولقيامها باستخدام مفرط وغير متناسب للقوة ضد المدنيين غير المسلحين (…) مما أدى إلى وفاة وإصابة الآلاف من الشهداء والجرحى”.
كما أكدوا أن “إنشاء دولة فلسطينية هو موقف أفريقي ثابت لا يتزعزع”، وحثوا جميع الدول الأفريقية على “التعاون مع المجتمع الدولي لتقديم المساعدة الطارئة لقطاع غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية” التي تسببت بها الاعتداءات الصهيونية الأخيرة.
كما دعا قادة الدول والحكومات في الاتحاد الأفريقي إلى “الضغط على (الكيان الصهيوني)، القوة المحتلة، لرفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة وتسريع عملية إعادة الإعمار”.
وأكدوا أيضًا على “الدعم السياسي والاقتصادي والمالي لدولة فلسطين وضرورة ضمان الوحدة الجغرافية والسياسية للأراضي الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة” وعبّروا عن أسفهم للدعم غير المسبوق من بعض الدول للاحتلال (الصهيوني) وللإبادات الجماعية الأخيرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، التي استهدفت المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، بينما دمرت البنية التحتية لقطاع غزة المحاصر.
كما أبدى القادة الأفارقة دعمهم “لتجديد الطلب من دولة فلسطين لتكون عضوًا كامل العضوية في الأمم المتحدة، لكي يحاسب الاحتلال (الصهيوني) على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت، والتي لا تزال ترتكب ضد الشعب الفلسطيني”.
كما أكدوا، من بين أمور أخرى، “ضرورة حل القضية الفلسطينية لتحقيق سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط، على أساس حل الدولتين” وطلبوا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي إنهاء جميع التبادلات التجارية والعلمية والثقافية المباشرة وغير المباشرة مع الكيان الصهيوني، وفقًا لقرارات المجتمع الدولي.
مذكرة تفاهم موقعة من أجل آلية التقييم الأفريقية من قبل الأقران
خلال هذه الدورة، أعلنت الجزائر أيضًا عن مساهمة مالية طوعية قدرها مليون دولار أمريكي لدعم الآلية الأفريقية للتقييم من قبل الأقران (MAEP)، وهي إعلان قدمه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، خلال أعمال القمة الرابعة والثلاثين لرؤساء الدول والحكومات للـ آلية التقييم الأفريقية من قبل الأقران، التي عقدت يوم الجمعة الماضي تحت رئاسته.
تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن المساهمة المالية الطوعية بهدف تعزيز الحوكمة الجيدة في أفريقيا من قبل كاتبة الدولة، لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلفة بالشؤون الأفريقية، سلمى بختة منصوري، والمديرة التنفيذية للأمانة القارية للـ آلية التقييم الأفريقية من قبل الأقران، ماري أنطوانيت روز كاتري.
وأعادت كاتبة الدولة التأكيد، في هذه المناسبة، على التزام الجزائر كعضو مؤسس للـ آلية التقييم الأفريقية من قبل الأقرانوتحت القيادة الجيدة لرئيس الجمهورية، بإعادة تفعيل الآلية لمواجهة تحديات الحوكمة في أفريقيا، لا سيما تكريس سيادة القانون، ومكافحة الفساد، وتعزيز القيم الديمقراطية.
وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن القادة الأفارقة قد هنأوا رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على النجاح “الاستثنائي” الذي حققته الآلية الأفريقية للتقييم من قبل الأقران (MAEP) تحت رئاسته. وفي بيان، هنأوا أيضًا رئيس الجمهورية على “قيادته الحكيمة للـ آلية التقييم الأفريقية من قبل الأقران” وعلى “التزامه الثابت من أجل تعزيز الديمقراطية والحوكمة الجيدة في القارة”.