ترتبط الجزائر والصين بشراكة اقتصادية قوية بالفعل، وعلى خلفية تاريخ مشترك طويل الأمد، وتسعيان إلى تجاوز مرحلة جديدة من خلال تنويع مجالات التعاون وتوسيع إمكانات الاستثمار، وهي رؤية يعتز بها البلد، بروح تحقيق المكسب للجميع.
سيكون المنتدى الجزائري الصيني للاستثمار الذي سيعقد في 15 أبريل في مركز المؤتمرات الدولي بالجزائر العاصمة بمثابة منصة مثالية لتعزيز الشراكة الثنائية. ومن المتوقع أن تشارك حوالي 200 شركة جزائرية وصينية، تمثل مختلف قطاعات النشاط، في هذا الحدث الهام.
تطمح الجزائر وبكين وتعملان على ترسيخ شراكتهما الاقتصادية على المدى الطويل، وهي إرادة تم التعبير عنها من خلال سلسلة زيارات المسؤولين الصينيين إلى الجزائر خلال العامين الماضيين. وقد ساهم إصدار قانون الاستثمار الذي اعتمدته الجزائر في عام 2022 في تحقيق هذا الطموح.
تحت شعار “شراكة قوية، تعاون اقتصادي مستدام”، يؤكد هذا المنتدى هذه الإرادة المشتركة، حيث أن الصين لطالما نظرت إلى الجزائر كشريك رئيسي في أفريقيا والعالم العربي.
يقام لقاء 15 أبريل، الذي تنظمه الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار (AAPI)، تحت رعاية رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وهو دليل على الأهمية التي تولى لهذا التجمع الذي يهدف إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بالفعل بين الجزائر وبكين. وسيجمع شركات من البلدين بهدف تحديد فرص شراكة جديدة.
من الجانب الصيني، ستشارك حوالي ثلاثين شركة تمثل مختلف مجالات النشاط في هذا اللقاء، بالإضافة إلى مشاركة فريق عمل من اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، وفقًا لمصدر مطلع.
من الجانب الجزائري، تمت دعوة الشركات والمستثمرين للمشاركة في هذا الحدث الاقتصادي. وقد وجهت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار بالفعل دعوة لإبداء الاهتمام لصالح المتعاملين الجزائريين. ويستهدف بشكل خاص حاملو المشاريع والمستثمرون في القطاعات الاستراتيجية مثل استخراج وتحويل المعادن، والمعدات المتعلقة بالطاقة الشمسية، والاقتصاد الدائري، والتكنولوجيا، والأتمتة وصناعة التنقل، والصناعات الدوائية أو حتى النسيج.
وقد أبرزت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار هذه “الفرصة الفريدة” لتسريع النمو وخاصة “إقامة شراكات استراتيجية مع مستثمرين صينيين بارزين”، خاصة وأن لقاءات عمل بين الشركات (B2B)، تتيح التبادل المباشر مع المستثمرين الصينيين، مدرجة في البرنامج.
وترى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار أن “هذا الحدث الهام يهدف إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية بين الجزائر والصين، وجذب رؤوس الأموال الصينية إلى القطاعات ذات الإمكانات العالية، وتشجيع نقل التكنولوجيا من أجل تعزيز صناعة أكثر كفاءة وتنافسية”.
يأتي هذا المنتدى الجزائري الصيني في وقت بلغت فيه المبادلات التجارية بين البلدين مستويات كبيرة، أي 12.5 مليار دولار في عام 2024. وهو رقم قياسي وفقًا لسفير الصين في الجزائر، السيد دونغ قوانغلي، الذي أكد في تصريح صحفي حديث على أهمية هذا المنتدى. ووفقًا للدبلوماسي، فإن هذا المنتدى الاقتصادي سيمثل فرصة كبيرة لتعزيز العلاقات الثنائية بين الصين والجزائر في مختلف المجالات.
وبالتالي، من المتوقع أن تعزز الصين، التي لا تزال المورد الأول للجزائر، وجودها في البلاد وأن تتموقع بشكل خاص في قطاعات نشاط أخرى، بالإضافة إلى القطاعات التقليدية. يجب على الشركات الصينية، ذات الحضور القوي في الصناعة والطاقة والأشغال العمومية، مع مشاريع مهيكلة، أن تعزز وتنوي وجودها في الجزائر بحثًا عن الاستثمارات. وبلغ حجم المبادلات التجارية الثنائية من يناير إلى نوفمبر 2024 12.4 مليار دولار، بزيادة قدرها 27%.
وقد تعززت الشراكة الاستراتيجية الشاملة الصينية الجزائرية تحت قيادة الرئيس تبون ونظيره الصيني، شي جين بينغ. وقد أسفرت زيارة تبون للصين في صيف 2023 عن توقيع 19 اتفاقية تعاون في مجالات التكنولوجيا والبنية التحتية والتجارة والاستثمار.