أمر وزير التجارة بفتح تحقيق في الزيادة غير المبررة في أسعار اللحوم المستوردة، وخاصة اللحوم الإسبانية، خلال شهر رمضان. وعلى الرغم من الكميات الوفيرة المتوفرة، والتي تتجاوز الاحتياجات بشكل كبير، فقد لوحظت زيادات في الأسعار في بعض نقاط البيع، وخاصة في الجزائر العاصمة. وتشتبه الوزارة في ممارسات المضاربة والتلاعب بالأسعار، في انتهاك للقواعد التي تحدد هوامش الربح.
أمر وزير التجارة الداخلية وتنظيم السوق الوطنية، الطيب زيتوني، بفتح تحقيقات معمقة بشأن الزيادة غير المبررة في أسعار اللحوم المستوردة في بعض نقاط البيع خلال شهر رمضان. وهي زيادات تتجاوز السقف القانوني المحدد بهامش ربح لا يتجاوز 8٪ للبيع بالتجزئة.
وقد أثرت الزيادات في الأسعار بشكل رئيسي على اللحوم الإسبانية، التي تحظى بشعبية كبيرة لدى المستهلكين الجزائريين. وشملت التحقيقات الأولية، التي بدأت يوم الخميس الماضي، العديد من محلات الجزارة الواقعة في عين بنيان والكاليتوس، في الجزائر العاصمة. وقد أحيل ثلاثة متعاملين إلى التحقيق، كما تجري مراقبة أنشطة المستوردين الذين استفادوا من إجراءات التوطين المصرفي لاستيراد اللحوم.
وعلى الرغم من أن الكميات المستوردة المتوقعة للشهر الفضيل تصل إلى 17000 طن، وهي أعلى بكثير من الطلب المحلي، إلا أن الأسعار استمرت في الارتفاع في بعض نقاط البيع، مما يثير الشكوك حول الممارسات الاحتكارية والمضاربة غير القانونية.
وفي مواجهة هذا الوضع، ردت وزارة التجارة وفقًا لقانون مكافحة المضاربة غير المشروعة، الذي تم اعتماده لمكافحة حجب المنتجات الأساسية والتلاعب بالأسعار. وينص هذا القانون على عقوبات شديدة تصل إلى السجن لمدة 30 عامًا في الحالات الخطيرة، خاصة إذا كانت الزيادة في الأسعار متعمدة وتؤثر على المنتجات واسعة الاستهلاك.
تجدر الإشارة إلى أن الأسعار الرسمية المنظمة تقترح بيع لحوم الضأن الإسبانية بسعر 2050 دينارًا جزائريًا للكيلوغرام الواحد، ولحوم الأبقار الإسبانية بسعر 1350 دينارًا جزائريًا للكيلوغرام الواحد، بالإضافة إلى اللحوم البرازيلية المعبأة بتفريغ الهواء بسعر 1200 دينارًا جزائريًا للكيلوغرام الواحد. وفيما يتعلق بارتفاع الأسعار، يبيع بعض الجزارين، على سبيل المثال، اللحوم بسعر 1350 دينارًا جزائريًا للكيلوغرام الواحد بسعر 1690 دينارًا جزائريًا للكيلوغرام الواحد.
بعد أن تبين أن بعض الجزارين في الجزائر العاصمة يتلاعبون بأسعار اللحوم الحمراء المستوردة ولا يحترمون هوامش الربح التي تحددها اللوائح، أصدر السيد زيتوني تعليمات لتعزيز الرقابة في جميع مراحل سلسلة التوزيع، من المستورد إلى بائع التجزئة، لحماية القدرة الشرائية للمواطنين. ومع ذلك، لا تزال بعض الانتهاكات الصارخة للأسعار الرسمية قائمة، مما دفع فرق الرقابة التابعة للوزارة إلى تكثيف عمليات التفتيش الميدانية وتطبيق إجراءات ردع صارمة ضد المخالفين.
تظل اللحوم الإسبانية هي الأكثر تفضيلاً لدى المستهلكين الجزائريين، متفوقة على اللحوم المستوردة من دول أخرى، بفضل جودتها وتكيفها مع الأذواق المحلية. وعلى الرغم من وصول شحنات اللحوم لشهر رمضان اعتبارًا من شهر فبراير، بكميات تتجاوز الطلب، إلا أن الزيادة في الأسعار لا تزال غير مفسرة، مما يبرر استمرار التحقيقات.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار التوجهات الرئاسية لتنظيم السوق. وقد شدد الرئيس عبد المجيد تبون مرارًا وتكرارًا، خلال اجتماعات مجلس الوزراء، على ضرورة ضمان استقرار الأسعار خلال شهر رمضان ومنع أي محاولة للمضاربة على المنتجات الأساسية، وخاصة تلك التي تمس الأمن الغذائي للمواطنين.
النص الأصلي: https://www.jeune-independant.net/vendue-au-dela-du-prix-fixe-enquete-sur-la-viande-importee/