تطور ملحوظ في العلاقات الجزائرية الأمريكية

20250220 173353 I Le Jeune Indépendant عربي

تشهد العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية تطوراً ملحوظاً. فمذكرة التفاهم الأخيرة التي تم توقيعها مؤخرا مع وزارة الدفاع الأمريكية، من خلال فرعها الإفريقي “أفريكوم”، تفتح آفاقا جديدة للتعاون، ليس فقط في المجالين العسكري والأمني، بل في جميع المجالات.

كانت هذه كلمات صبري بوقادوم، رئيس البعثة الدبلوماسية الجزائرية في واشنطن، في مقابلة مع مجلة “بيزنس فوكس” البريطانية. وأعرب الدبلوماسي الجزائري عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين البلدين، مشيرا منذ البداية إلى أن الجزائر ستواصل “الحوار مع الإدارة الأمريكية الجديدة”.

وفي هذا الصدد، أشار الدبلوماسي إلى أنه “تم بالفعل إجراء اتصالات بين وزير الخارجية الأمريكي الجديد، ماركو روبيو، وأحمد عطاف”، وأنه هو شخصيا أجرى “العديد من المحادثات مع الإدارة الجديدة حول التعاون الحالي والمستقبلي”.

“ما زلنا منفتحين ومتفائلين. فهدفنا هو تعزيز العلاقات الثنائية والمساهمة في الأمن العالمي”، مشيرًا إلى التوقيع مؤخرًا على مذكرة تفاهم مع القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم). “تفتح هذه الاتفاقية آفاقًا جديدة للتعاون. لقد كنا نعمل معًا بشكل وثيق بالفعل، لا سيما في عمليات البحث والإنقاذ وتبادل المعلومات الاستخباراتية، ولكن شراكتنا تمتد أيضًا إلى الأمن في منطقة الساحل”.

وفيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، أكد السيد بوقادوم أن الجزائر كانت دائما شريكا تجاريا رئيسيا للولايات المتحدة. وأشار إلى أن “الاستثمارات الأمريكية في الجزائر في تزايد مستمر، لا سيما في قطاع الطاقة”، موضحا أن “الولايات المتحدة كانت شريكا رئيسيا في قطاع الطاقة في الجزائر لأكثر من 60 سنة، ونحن نشهد الآن تنويعاً في الاستثمارات خارج قطاع الطاقة إلى قطاعات مثل الزراعة والطاقة المتجددة”.

“قبل 15 إلى 20 سنة مضت، كانت الولايات المتحدة شريكنا التجاري الرئيسي، حيث كان حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين يتراوح بين 18 و20 مليار دولار. وفي حين أن الإنتاج المحلي الأمريكي من الطاقة قد غيّر الميزان التجاري، فإن النفط الجزائري لا يزال يحظى بتقدير كبير بسبب محتواه المنخفض من الكبريت وجودته العالية والذي يتم تداوله بسعر يتراوح بين دولارين إلى 3 دولارات للبرميل”.

وبخصوص هذه النقطة بالذات، أكد على التزام الحكومة الجزائرية بالبنود التعاقدية مع بلدان ثالثة، مبرزا الدور الذي تلعبه البلاد في ضمان تلبية الاحتياجات الطاقوية لشركائها سواء في أوروبا أو في أماكن أخرى.

وحسب السيد بوقادوم، فإنه في الوقت الذي تبقى فيه الطاقة على رأس أولويات الاستثمار، فإن الفلاحة هي أيضا “قطاع سريع النمو”. واستشهد في هذا الصدد بمثال شركة جزائرية خاصة تقوم حاليا باستيراد 25,000 بقرة أمريكية، وهو ما يمثل “مرحلة هامة في التعاون الفلاحي”.

وأضاف الدبلوماسي أن هناك أيضا “التزامات جارية في واشنطن والجزائر في مختلف المجالات”، مشيرا إلى “جدول أعمال مزدحم” و”عزم قوي على تحقيق الأهداف الاستراتيجية”. وأضاف “نبقى متفائلين بشأن المستقبل”. كما تطرق السيد صبري بوقادوم إلى الإمكانيات التي تزخر بها الجزائر في مجالات الفلاحة والطاقات المتجددة والموارد الطبيعية والسياحة، معتبرا أن الاستثمار في هذه القطاعات من شأنه تعزيز التنمية المستدامة في البلاد.

ولدى تطرقه إلى القضايا الدولية، تطرق وزير الخارجية الأسبق إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الجزائر في مجلس الأمن الدولي من أجل تعزيز السلم والاستقرار على المستوى العالمي، ووضع حد للعديد من النزاعات في العالم، وكذا الإرهاب في منطقة الساحل.

وأضاف السيد بوقادوم أن “الجزائر تعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية وباقي أعضاء مجلس الأمن الدولي من أجل حل النزاعات والقضايا الحساسة”. وأضاف أن “أولويتنا الرئيسية داخل مجلس الأمن الدولي هي وضع حد للعنف في غزة وتثبيت وقف إطلاق النار”.

النص الأصلي:L’axe Algérie – Etats-Unis au beau fixe