زيادة المنحة السياحية: قرار ”صفق له“ الجمهور ”استحسانًا

teboune e1725225624577 I Le Jeune Indépendant عربي

بعد انتظار دام عدة سنوات، سيحصل الجزائريون أخيرًا على زيادة في منحة السياحة. وقد قوبل هذا الإجراء الذي اتخذه رئيس الجمهورية بشيء من الحماس والارتياح من قبل السكان.

وقد أعلن الرئيس عبد المجيد تبون عن هذا الإجراء في اجتماع مجلس الوزراء يوم الاثنين، حيث أمر بزيادة المنحة التي تبلغ قيمتها حاليًا 95 يورو سنويًا، والتي يعتبرها المسافرون غير كافية إلى حد كبير. ويرى المواطنون، الذين طالما أعربوا عن استيائهم من ”المبالغ الزهيدة“، أن هذا القرار بمثابة نسمة هواء منعشة لخطط سفرهم. سيتم تضمين تفاصيل المبلغ الدقيق للزيادة في قانون المالية لعام 2025، مما يشير إلى مستقبل أكثر ملاءمة للراغبين في استكشاف العالم دون قيود مالية.

وقالت صونيا، وهي موظفة إدارية: ”بصفتي مواطنة، يسعدني كمواطنة أن أعلم بقرار تبون بزيادة العلاوة السياحية. هذا الإجراء يلبي أخيرًا مطلبًا طال انتظاره“. وأضافت: ”في الوقت الحالي، تم تحديد بدل السفر إلى الخارج بـ 15,000 دج، أي ما يزيد قليلاً عن 90 يورو، وهو مبلغ زهيد يدفعنا إلى السوق السوداء. إنه لأمر مخيب للآمال أن نرى الكثير من مواطنينا مجبرين على الاكتفاء بالقليل، بينما تصبح وجهات الأحلام غير متاحة. هذا القرار هو بصيص أمل، خطوة نحو الكرامة التي نأمل أن نستعيدها في الخارج“.

وتبلغ المنحة السياحية التي استحدثها بنك الجزائر في عام 1997 15000 دينار حاليا، بينما يحصل الأطفال دون سن 15 سنة على منحة قدرها 7500 دينار. وفي ظل غياب مكاتب الصرافة، تبقى السوق الموازية البديل الوحيد أمام المواطنين للحصول على العملة الصعبة. وقد سبق لبنك الجزائر أن أشار إلى التداول المكثف للنقد خارج الدائرة المصرفية. ويُعد سعر صرف اليورو الذي وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 260.3 دج، خير دليل على هذا الواقع.

”أنا سعيد جدًا بهذه الأخبار السارة، لأنه بـ 95 يورو يستحيل قضاء حتى عطلة قصيرة في الخارج. يجب أن أذهب عبر ساحة بور سعيد. فالعلاوة الحالية لا تغطي حتى ليلة واحدة في فندق متوسط، ناهيك عن الوجبات والسفر في بلد أوروبي”، يقول عمر، وهو ممرض شاب.

أما رشيد، 50 عاماً، وهو مدرس، فقال: ”بـ 95 يورو فقط، من المستحيل التخطيط لرحلة إلى أوروبا. فهي لا تكفي حتى لتناول وجبة عائلية في مطعم للوجبات السريعة. إن زيادة العلاوة السياحية أمر ضروري لتمكيننا من الاستمتاع بهذه التجارب واكتشاف آفاق جديدة دون أن نفلس“.

يعتبر إعلان تبون بمثابة دفعة قوية لآمال العديد من المواطنين. وقد يكون الوعد بزيادة المنحة السياحية ومنحة الحجاج، بالإضافة إلى منح الطلبة سواء في الجزائر أو في الخارج، بمثابة نسمة هواء منعشة للجزائريين. وتهدف مراجعة العلاوة إلى جعل الجزائر تتماشى مع المعايير الدولية، كما هو الحال في تونس، حيث يحصل المواطنون على علاوة سنوية قدرها 1500 يورو.

وتعتبر البدلات الحالية للحجاج المسافرين إلى مكة المكرمة غير مؤاتية بشكل خاص. فبينما يحصل الحجاج على 2,500 ريال سعودي مقابل الإقامة لمدة شهر، يجد المسافرون العاديون أنفسهم يتلاعبون بمبلغ زهيد.

”إن إتاحة الفرصة لأداء فريضة الحج دون القلق كثيراً بشأن الموارد المالية هي نعمة. لقد كنت أرغب في أداء فريضة الحج مع والدتي المسنة منذ فترة طويلة، والآن أشعر أخيرًا أنني على استعداد لتحقيق حلمها. أنا ممتن لهذا القرار“.

كما أمر الرئيس أيضاً بزيادة المنح الطلابية سواء للذين يدرسون في الجزائر أو الذين يدرسون في الخارج. ويهدف هذا القرار إلى دعم الشباب الجزائري في مسيرتهم الدراسية وتحسين ظروفهم المعيشية، خاصة في ظل المناخ الاقتصادي العالمي المتوتر. ”نحن محظوظون حقًا مقارنة بالدول الأخرى. فدراستنا مجانية ونحصل حتى على منحة لدراستنا في الجزائر أو في الخارج. وهذا سيساعدنا كثيراً في الحصول على كتبنا”، تقول دليلة وهي طالبة طب شابة.