غرداية: مدينة السياحة بامتياز

p 24 8 e1735428147889 I Le Jeune Indépendant عربي
غرداية: مدينة السياحة بامتياز

غرداية مدينة ذات موارد كبيرة، تتألق بمعمارها ونخيلها مما يجعلها واحدة من أفضل المناطق المحفوظة في البلاد، الإطار البيئي الذي تقع فيه غرداية يجمع بين الصحراء والجبال والسواحل، مما يوفر للعائلات والزوار المتنوعين فرصة إيجاد ما يسعدهم. ومع ذلك، فإن أصالة هذه المنطقة الرائعة من الجزائر بحاجة إلى الحفاظ عليها بحذر.

تاريخ هذه المدينة يمتد لآلاف السنين، وهي معروفة عالميًا بماضيها المجيد، فقد شهدت العديد من الحضارات، بموقعها الفريد في منطقة جنوب البلاد. من هذا المنظور، تبدو غرداية ملائمة تمامًا للسياحة الجماهيرية، لكنها تجذب بشكل خاص الفضوليين والمثقفين، الراغبين في المعرفة واكتشاف المناطق الصحراوية البعيدة. إنها تقاطع بين الجمال المعماري والجمال الطبيعي الفريد.

نتيجة لذلك، بعد الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة كوفيد-19، التي ضربت قطاع السياحة في جميع أنحاء العالم، تخطط السلطات المحلية لإعادة تنشيط السياحة في غرداية، حيث تعتزم اعتماد خطة عمل للقطاع السياحي المحلي لتحقيق مشاريع جديدة، بهدف الوصول إلى أكثر من مليون سائح بحلول عام 2027. هذا ما أشار إليه مسؤول من إدارة السياحة في غرداية.

يُقال إن هذه الخطة تسعى لتحقيق العديد من العمليات التي تتضمن إعادة تأهيل وضمان الملكية السياحية، وتعزيز السياحة المحلية، وتطوير السياحة الحرارية، وإعادة إطلاق خطة الجودة، وتنفيذ خطة “وجهة غرداية”، وإعادة تأهيل الملكية السياحية “وإنشاء مناطق جديدة للتوسع السياحي (ZET)” وتحسين أداء نظام التدريب في نشاط السياحة.

تتضمن هذه الخطة أيضًا تشجيع إنشاء مناطق سياحية جديدة تُسمى “فنادق بدوية” التي يجب أن تتوافق دراستها مع المعايير الوطنية لتطوير أنواع مختلفة من السياحة الصحراوية، لا سيما من خلال جميع البلديات العشر في ولاية غرداية.

لقد أثبتت المقاربة الجديدة لقطاع السياحة في غرداية دائمًا فعاليتها وتنافسيتها مع الولايات المجاورة في منطقة الجنوب، بالإضافة إلى أن غرداية تشهد حاليًا انتعاشًا ملحوظًا في عدد السياح الوطنيين، الذي فاق جميع التوقعات.

لذلك، فضل مئات من الجزائريين، خلال عطلة الشتاء لهذا العام 2024، ولاية غرداية لقضاء عطلاتهم. وعندما التقينا به واستفسرنا، قال حاج عمر، المتقاعد القادم من تيبازة، الذي كان يتجول مع أسرته تحت شمس سوق غرداية القديم: “لطالما أحببت غرداية، وودّ سكانها وينابيعها الحرارية”. وأضاف: “هذا العام، جئت خصيصًا لحضور زفاف ابن صديقي حاج محمد، الذي سيقام الأحد المقبل من بين 380 زفافًا سيتم الاحتفال بها فرديًا وجماعيًا، خلال هذه العطلة المدرسية، في مدينة غرداية”.

إن نجاح الموسميْن السابقين في السياحة الصحراوية والساحلية يعكس هذه الديناميكية الجديدة التي يعرفها القطاع في غرداية، وأيضًا تحسنًا ملحوظًا في جاذبية السياح الوطنيين. يتطلب هذا التحسن من ناحية أخرى إعدادًا أفضل من حيث القدرات والهياكل لاستقبال عدد أكبر من السياح خلال الموسميْن القادميْن في السياحة الصحراوية والساحلية.

أما فيما يتعلق بالجهود التي بذلها الدولة بهدف تعزيز القطاع السياحي في الجنوب، فقد عبرت دائمًا عن رغبتها في تطوير سياحة مهنية ومربحة من خلال إعادة تأهيل وتحديث الفنادق، وبيوت الضيافة، فضلاً عن تخصيص قطع أرضية لإنشاء محطات علاجية جديدة عبر بلديات الولاية.

وهكذا، ستصبح غرداية وجهة سفر ومغامرات أفضل في الجنوب في العقد القادم، وستفتح الباب على مصراعيه أمام سياحة صحراوية حقيقية وتبرز الإمكانيات الضخمة التي تتمتع بها، خاصة أن السياحة الصحراوية تعد أحد القطاعات ذات القيمة المضافة العالية وتكتسب أهمية كبيرة في برامج التنمية.