لا يوجد فيروس HMPV في الجزائر: وزارة الصحة تطمئن وتدعو إلى اليقظة

وزارة الصحة: الوقاية مسؤولية جماعية
وزارة الصحة: الوقاية مسؤولية جماعية

لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بفيروس الميتابنوموفيرس البشري (HMPV) في الجزائر. هذا ما أكده وزارة الصحة في بيان صادر مساء الثلاثاء، بينما دعت المواطنين إلى مواصلة اتخاذ تدابير الوقاية والحصول على لقاح ضد الأنفلونزا الموسمية.

وقد أوضحت الوزارة أن فيروس HMPV تم تحديده لأول مرة في عام 2001، مشيرة إلى أن هذا العامل الممرض، المسؤول عن الإصابات التنفسية، يستهدف بشكل خاص الفئات الضعيفة، مثل الأطفال الصغار، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. ومع ذلك، على الرغم من أن هذا الفيروس لا يمثل بعد مصدر قلق كبير في الجزائر، إلا أن انتشاره العالمي يفرض ضرورة اليقظة المتزايدة، خاصة خلال فصل الشتاء حيث تتزايد الإصابات التنفسية.

في هذا السياق، جددت وزارة الصحة التأكيد على أن الظروف الجوية الحالية، التي تتميز بالبرد والرطوبة، تعزز انتشار الفيروسات التنفسية، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية وغيرها من الفيروسات مثل الفيروس التنفسي المخلوي. وأشارت إلى أن “نظام مراقبة الإنفلونزا، الذي تم تأسيسه من خلال الشبكة الوطنية للمراقبة، مُكلف بمتابعة انتشار الفيروسات المسببة للإنفلونزا الموسمية، وأنه بسبب الظروف الجوية، من المتوقع زيادة في انتشار الفيروسات المسببة للإنفلونزا”.

للتقليل من انتقال العدوى وتقليل خطر الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا، تذكر وزارة الصحة أن حملة التطعيم ضد الإنفلونزا 2024-2025 لا تزال سارية، حتى نهاية الموسم الشتوي. وتستهدف الحملة بشكل خاص الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، والمرضى المزمنين من البالغين والأطفال، والنساء الحوامل.

وبذلك، فإن اللقاح، المتاح مجانًا في المؤسسات الصحية وعلى مستوى بعض الصيدليات، يعتبر إجراءً أساسيًا لتقليل خطر المضاعفات الخطيرة المرتبطة بالإنفلونزا، لا سيما بين الفئات الأكثر ضعفًا.

في الوقت نفسه، أصرت الوزارة على أهمية الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروسات التنفسية، ومن بين التوصيات، تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المرضى، بهدف تقليل مخاطر العدوى، وغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو استخدام مطهر كحولي، خاصة بعد ملامسة الأسطح المحتملة التلوث. كما تم التوصية بتغطية الفم والأنف أثناء السعال أو العطس، ويفضل استخدام منديل للاستخدام الواحد أو ثني الكوع، واستخدام مناديل ورقية للتنظيف والتخلص منها فورًا بعد الاستخدام.

تساهم هذه التدابير البسيطة ولكن الفعّالة، ليس فقط في الحد من انتشار الإنفلونزا الموسمية، ولكن أيضًا في الحد من فيروس RSV، الذي قد يسبب عدوى شديدة، مثل التهابات الشعب الهوائية أو التهاب الرئة لدى الأطفال الرضع.

كما حرصت الوزارة على التذكير بأن الإصابات الشتوية، سواء كانت ناتجة عن الإنفلونزا، أو HMPV أو RSV، غالبًا ما تظهر أعراضًا مشابهة. تشمل هذه الأعراض الحمى والسعال وسيلان الأنف والأزيز التنفسي. في حالة الأعراض المستمرة أو الشديدة، يُنصح بالتوجه إلى طبيب لتشخيص دقيق وعلاج مناسب.

اختتمت وزارة الصحة بيانها بدعوة المواطنين إلى تبني سلوك مسؤول في هذه الفترة الشتوية، قائلة: “الوقاية مسؤولية جماعية”، مع التأكيد على أهمية التضامن في مواجهة التحديات الصحية.