تُبرز النسخة الأولى من مجلة الجيش، لعام 2025، المواقف التاريخية للجزائر وارتباطها بسيادتها وحرّيتها، مشدّدة على أنها لن تنحني أبداً أمام رياح المؤامرة، والانقسام، وسموم الفتنة.
وحسب المجلة، فإن عام 2024 شهد تسجيل بلادنا تقدمًا ملحوظًا في سبيل تعزيز مشروع النهضة الوطنية، الذي تجسّد على أرض الواقع من خلال إنجازات غير مسبوقة، على جميع الأصعدة وفي جميع المجالات. “إنها تفسح المجال لعام جديد 2025، الذي نرحب به بآمال وطموحات وإرادة لمواصلة المسيرة بقوة وعزم، وبنفس القدر يجب أن نكون واعين بحجم التحديات التي يجب علينا مواجهتها والتهديدات التي ينبغي علينا التصدي لها لإحباط جميع مخططات أعداء الجزائر ومحاولاتهم اليائسة والفاشلة لاستهدافها”، يؤكد الافتتاحي.
تشرح المجلة أن هؤلاء الأعداء يشعرون بالانزعاج من التغيرات التي حدثت في بلادنا خلال السنوات الأخيرة والتي تقود نحو إكمال عملية بناء جزائر مزدهرة، رائدة وفاعلة لا غنى عنها في محيطها الإقليمي والدولي، ثابتة على مبادئها ومواقفها الشريفة، ذات سيادة في قراراتها، قوية بشعبها ومؤسساتها وآمنة بفضل جيشها الوطني الشعبي، الوريث الذي يستحق جيش التحرير الوطني.
في هذا الإطار، ذكّرت مجلة الجيش برسالة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، بمناسبة الذكرى السبعين لفعاليات 11 ديسمبر 1960. “لقد منّ الله تعالى على الجزائر بنعمه، وشرفها شعبها الباسل بفضل وعيه الوطني الذي يقيها من مؤامرات المتآمرين وحنق الحاقدين، والذي يفسد محاولات اليأس لتحطيم معنويات الوطنيين المخلصين للجزائر. من خلال وعيه المستيقظ، يحمي شعبه الأمن والاستقرار في المجتمع من خلال العمل، في هذه الظرفية الحساسة، على قضايا مهمة وأولويات ملحة لإكمال المشروع الوطني للتنمية الشاملة والمستدامة”.
يعتبر كاتب الافتتاحية أن أعداء الجزائر لن ينجحوا أبداً في تحقيق مخططاتهم، مشيراً إلى أن الصورة واضحة جداً ولا تتطلب تفكيراً طويلاً أو تحليلاً عميقاً لفهم النوايا الخبيثة لأعداء الجزائر وأهدافهم المميتة. “شيء واحد مؤكد، مع تنوع أساليبهم وسلبيتهم، لن يتمكنوا أبداً من تحقيق أهدافهم الدنيئة والمحتقرة، لأن الجزائر، التي قاومت دائماً وظلت قوية طوال تاريخها الغني بالمآثر والبطولات، لن تنحني أبداً أمام ريح المؤامرة والانقسام وسمّ الفتنة”، تضيف المجلة.
تؤكد مجلة الجيش أن الجيش الوطني الشعبي سيواصل أداء مهامه الوطنية باحترافية والتزام وأنه سيستمر في حمل الشعلة بكل فخر واعتزاز، لنقل الرسالة بصدق وتفانٍ، مكملاً عملية تطوير قدراته المتنوعة، مشيرةً إلى النتائج النوعية المحققة على الأرض، خاصةً في مجالات حماية الحدود ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة.
وفقًا للمقال الافتتاحي، “تؤكد هذه النتائج استعداده التام لمواجهة أي خطر قد يهدد أمن وطننا العزيز، أو يفرق صفوفه، أو يزعزع سكينة شعبنا الأصيل الذي، بتماسكه الكامل مع جيشه، قدم مثالاً نادراً للوحدة الوطنية، والمحبة، والأخوة، والتضحية بالنفس”.
وأخيرًا، يختتم المقال الافتتاحي بأن هذا التماسك جعل البلاد “حصنًا لا يمكن اقتحامه ضد كل من يحاول تقويض أمن واستقرار وطننا ودروعًا قوية أمام تجار الفتنة والمخططين الذين تزعجهم وتسبب لهم الحزن رؤية الجزائر تتقدم بخطى ثابتة على الطريق الصحيح”.