تبدأ الدبلوماسية الجزائرية عام 2025 تحت مؤشرات جيدة. بعد عام من انتخابها كعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تتولى الجزائر، اعتبارًا من يوم الأربعاء، رئاسة هذه الهيئة الأممية لشهر يناير.
مهمة جديدة كبيرة ستقوم بها الدبلوماسية الجزائرية في ظل ظرف دولي متوتر تتسم بتوترات جيوسياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية كبيرة.
وبالتالي، تخطط الجزائر للاستفادة من رئاسة مجلس الأمن لمواصلة جعل صوت الدول العربية والأفريقية مسموعًا والدفاع عن القضايا العادلة، مع التركيز على الملفات المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط، لا سيما في فلسطين المحتلة ومكافحة الإرهاب في أفريقيا.
وفي هذا السياق، تخطط الجزائر لتنظيم مناقشة عامة ربع سنوية على المستوى الوزاري للمجلس حول “الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية”. ومن المتوقع أن يشارك الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في هذا الحدث.
تحت رئاسة الجزائر، سيعقد مجلس الأمن في يناير اجتماعًا حول العملية السياسية والوضع الإنساني في سوريا، إضافة إلى اجتماع آخر حول اليمن.
من المتوقع أن يقدم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، وممثل عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) عرضًا خلال هذا الاجتماع.
خلال رئاسته، تخطط الجزائر، بالإضافة إلى ذلك، لتنظيم اجتماع رفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب في إفريقيا.
هذا الاجتماع يهدف إلى “مناقشة توسع الأنشطة الإرهابية في إفريقيا والتهديدات التي تمثلها على الأمن والاستقرار في الدول الإفريقية”، كما أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية، والجالية الوطنية في الخارج، والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، خلال مؤتمره الصحفي يوم الاثنين.
للتذكير، في بيان افتتاحي في بداية مؤتمر صحفي حول حصيلة أنشطة الدبلوماسية الجزائرية في عام 2024، أكد السيد عطاف أن هذه السنة “تميزت بتطور خطير، بل كارثي، في العلاقات الدولية، خاصة خلال السنوات الثلاث الماضية” موضحاً أن العنصر الأول من هذا التطور يكمن في “الاستخدام المفرط للقوة كخيار مفروض من الأقوى على الأضعف بلا دفاع”.
وفقاً للسيد عطاف، العنصر الثاني هو “انتهاك القانون الدولي، أمام علم الجميع وازدراء الشرعية الدولية بدون أي عقاب، كوسيلة لفرض الهيمنة والغطرسة على الآخرين”. أما العنصر الأخير فيتمثل في “تحييد المنظمات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، لإضعاف دورها وبالتالي تنفيذ تفكك المجتمع الدولي لإقامة نظام جديد يتميز بالانطواء، والغرور، والأحادية”.