في إطار مشاوراته مع نقابات قطاع الصحة المعتمدة، استقبل وزير الصحة، عبد الحق سايحي، وفدا عن النقابة الوطنية الجزائرية للأخصائيين النفسانيين (Sanpsy) بمقر الوزارة. وجاء اللقاء في إطار المناقشات الجارية حول القانونوالأساسي والمزايا والانشغالات المهنية والاجتماعية لعمال القطاع. جاء ذلك في بيان صحفي صادر عن الوزارة اليوم الثلاثاء.
وخلال المناقشات، عبّر ممثلو التقابة عن عدد من الانشغالات الرئيسية المتعلقة بوضعهم المهني، حيث أكدوا على ما لوحظ من نقائص في الوضعية الخاصة للأخصائيين النفسانيين التي رأوا أنها لا تعكس واقع مهنتهم ولا أهميتها في المنظومة الصحية.
أحد المطالب الرئيسية هو تحسين المسار الوظيفي للأخصائيين النفسيين. فوفقًا لأعضاء النقابة، لا يزال التطور الوظيفي لهذه الفئة محدودًا، على الرغم من سنوات الخبرة والمهارات المكتسبة في هذا المجال. لذلك دعوا إلى إجراء إصلاح شامل للإطار التنظيمي لإرساء نظام ترقية أكثر عدالة وسهولة في الوصول إلى الترقية، استنادًا إلى معايير شفافة وموضوعية. وستمكّن هذه المراجعة الأخصائيين النفسيين من الوصول إلى درجات أعلى دون عوائق إدارية مفرطة.
وفي الوقت نفسه، دعا الأخصائيون النفسيون إلى إدخال تدابير الإدماج والترقية التلقائية، معتبرين أن الآليات الحالية للتقدم الوظيفي لا تأخذ في الاعتبار الأقدمية والخبرة المكتسبة بشكل كافٍ. لذلك دعوا إلى إدخال أحكام محددة لضمان الانتقال السلس إلى مناصب المسؤولية والمستويات الأعلى، دون أن يضطروا إلى تكرار الإجراءات الإدارية المعقدة في كل مرحلة من مراحل حياتهم المهنية.
ومن المطالب الرئيسية الأخرى إنشاء مناصب مسؤولية جديدة تتناسب مع الأدوار المختلفة للأخصائيين النفسيين في مؤسسات الرعاية الصحية. ووفقًا لممثلي النقابة، فإن الهيكل الوظيفي الحالي لا يعترف بشكل كامل بدور الأخصائيين النفسيين في التشخيص والدعم العلاجي وإدارة الاضطرابات النفسية للمرضى.
ونتيجة لذلك، دعوا إلى استحداث فئات وظيفية جديدة تأخذ بعين الاعتبار الطبيعة الخاصة لعملهم، مع توفير آفاق وظيفية أكثر جاذبية لهم.
وأخيراً، أصر الأخصائيون النفسيون على ضرورة إجراء حوار مستمر مع السلطة الوصية ، لضمان أخذ شواغلهم في الاعتبار في القرارات المستقبلية. كما طالبوا أيضا بإشراكهم بشكل مباشر في المناقشات حول الإصلاحات في القطاع، لا سيما تلك المتعلقة بالوضع الخاص والتعويضات، لضمان اعتراف أفضل بمهنتهم داخل النظام الصحي الجزائري.
ورداً على هذه الشواغل، دعا سايحي ممثلي النقابات إلى تقديم مقترحاتهم إلى اللجنة التي أنشئت خصيصاً لمعالجة هذه المسألة. وأعرب عن أمله في أن تتمكن هذه الهيئة من القيام بدراسة معمقة ومقنعة، تؤدي إلى حلول مناسبة وعادلة.
كما أكد على أن الفرصة ستتاح لعلماء النفس لعرض ملاحظاتهم والدفاع عنها أمام هذه اللجنة، مع تشجيعهم على المشاركة الفعالة في المناقشات داخل اللجنة من أجل التسوية الودية للنزاعات. ورأى أن الحوار البنّاء وتقارب وجهات النظر سيؤدي إلى اتخاذ قرارات مفيدة لهذه الفئة من المهنيين الصحيين.