مع إعلان فوز ترمب وتقاربه مع إيلون ماسك، نشطت الهجرة نحو منصة التواصل الاجتماعي BlueSky حيث زاد عدد المستخدمين بأكثر من مليون مستخدم، وأصبح التطبيق الأكثر رواجا في أمريكا على متجر أبل وجوجل. ونمت منصة بلو سكاي الاجتماعية بسرعة كبيرة، حيث تجاوز عدد مستخدميها 16.7 مليون مستخدم في غضون أيام قليلة، بعد أن كان 9 ملايين في بداية سبتمبر، محققة زيادة ملحوظة في النمو. وذكرت التقارير أن المنصة تحقق نمواً يصل إلى 1 مليون مستخدم يومياً، مما يعادل حوالي 12 مستخدم جديد في الثانية.
يتحدث المهندس حسام خطاب خبير تكنولوجيا المعلومات في صفحته على شبكة المهنيين لينكد إن عن بداية النزوح الكبير من تويتر إلى الشبكة الجديدة بلو سكاي وهذا بسبب التغيرات التي أحدثها ماسك على شبكة تويتر بداية من تغيير الاسم من العصفور الأزرق الى منصة X.
منصة BlueSky حتى بدايات عام 2023، كانت المنصة متاحة بالدعوة فقط، ومن ثم انتقلت إلى الاستخدام المجاني لعموم المستخدمين. BlueSky تعتمد على النهج اللامركزي Decentralized، أي أن المستخدمين باستطاعتهم استضافة المحتوى وبياناتهم على خوادم غير مملوكة حصرا لشركة المنصة. هذا كله سينعكس على خوارزمية التطبيق، لأن المحتوى يظهر وفقا لميول وأهواء المستخدم لا أهواء الشركة.
استحواذ إيلون ماسك على تويتر دفعه إلى تغيير اسمها وجلدها، ومع تقاربه مع ترامب، المحتوى صار مكرسا لخدمة نهج ترامب، وهو ما دفع بعض المستخدمين إلى منصات أخرى. فمنهم من توجه إلى Threads أو Mastadon أو اللنكدإن أو Discord أو التيك توك، ومؤخرا BlueSky.
وعن أسباب الهجرة يقول خطاب بأنها ليس بالضرورة سيساية بحتة، وهي في ثناياها شوق إلى ما كانت عليه منصة تويتر قبل استحواذ إيلون ماسك. منصة X لها اتفاقيات مع جوجل لإظهار منشورات المستخدمين في نتائج البحث. ومع أن عدد مستخدمي BlueSky أقل من مستخدمي X، باتت جوجل تمنح نوعا من الأفضلية لظهور منشورات BlueSky في نتائج البحث. وهو مؤشر على ازدياد المعلومات الخاطئة على منصة X بسبب ضعف سياسات إدارة المحتوى أو ربما للتوجه السياسي لإيلون ماسك الذي أصبح يدعم من أكبر داعمي دونالد ترامب بل تم تعيينه وزيرا “للكفاءة الحكومية” ضمن فريق ترامب الحكومي.
وبالنسبة للأسباب غير السياسية التي دفعت بالكثير من المستخدمين الى الهجرة والبحث عن شبكات اجتماعية بديلة لتويتر هي كثيرة الحسابات المزيفة والمعلومات المضللة والخاطئة التي شهدها تويتر وزادت بعد استحواذ ايلون ماسك عليها وقد اشتكى ماسك مرارا من هذه الحسابات المزيفة. المفارقة أن المؤشرات تخبر عن أن حجم الحسابات المزيفة زادت في عهده لقد أصبحت منصة X أو تويتر سابقا أكبر منصة لفوضى المحتوى.
ربما سيدفع انضمام إيلون ماسك الى حكومة ترامب بالمعارضين لترامب الى الهجرة من تويتر والبحث عن منصات بديلة ومؤخرا الغارديان كبريات الصحف البريطانية ذات التوجه اليساري أوقفت النشر في حسابها في تويتر احتجاجا على مواقف ايلون ماسك من الأحداث التي شهدتها بريطانيا مؤخرا حيث بررت الصحيفة موقفها هذا في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني: “أردنا أن نخبر القراء بأننا سنتوقف عن النشر على أي حسابات تحريرية رسمية تابعة لصحيفة (الجارديان) على موقع التواصل الاجتماعي إكس ونعتقد أن فوائد التواجد على منصة (إكس) تتضاءل حالياً أمام السلبيات، وأن الموارد يمكن استخدامها بشكل أفضل للترويج لصحافتنا في مكان آخر”.
ماذا تعرف عن منصة BlueSky
Bluesky هي منصة إعلام اجتماعي لا مركزية تسمح للمستخدمين بالنشر والتعليق وإعادة النشر والإعجاب بالمحتوى. تهدف إلى توفير تجربة مستخدم سهلة وسلسة، كما تتيح للمستخدمين الوصول إلى هوية مشتركة عبر الإنترنت الاجتماعي.
Bluesky تختلف عن منصات التواصل الاجتماعي الأخرى بعدة طرق:
- اللامركزية: Bluesky تعتمد على نظام لامركزي، مما يعني أن البيانات والمحتوى لا يتم تخزينه في خوادم مركزية، بل يتم توزيعها عبر الشبكة. هذا يوفر مزيدًا من الخصوصية وحرية التحكم في المحتوى
- البروتوكول المفتوح: تستخدم Bluesky بروتوكولاً مفتوحًا يُعرف بأسم “AT Protocol”، مما يسمح للمطورين بإنشاء تطبيقات وخدمات تعمل بطريقة متوافقة مع المنصة، مما يعزز الابتكار
- التحكم بالمحتوى: توفر Bluesky أدوات تمكّن المستخدمين من التحكم بشكل أكبر في المحتوى الذي يظهر لهم، بالإضافة إلى خيارات تخصيص التفاعل مع الآخري
- التركيز على الخصوصية: تهتم Bluesky بمسألة الخصوصية بشكل جدي، مما يجعل من الصعب على الأطراف الخارجية تتبع سلوك المستخدمين أو بياناتهم
- مجتمع متنوع: بناءً على تصميمها، تأمل Bluesky في خلق بيئة اجتماعية تقوم على النقاشات الصحية والتفاعل اللائق بين الأفراد، بعيدًا عن السمات السلبية التي قد نراها في منصات أخرى.